من أجَلِّ ما أُكرمنا به من النعم ما امتن به علينا الخالق سبحانه من الزوجية التي جعلها سنة مطردة في كل الخلائق ليحثنا على التفكر في نعمائه وجزيل آلائه، و"تفكر ساعة خير من عبادة سبعين عاما" كما ورد في الحديث الشريف.
الزوجية سكن ولباس ومودة ورحمة، الزوجية حضن دافئ يحتمي فيه الزوجان من خشونة الحياة ولأواء السعي فيفضي كل منهما إلى الطرف الآخر، أستغفر الله، يفضي إلى شق نفسه ومنبع هنائه وطرف ذاته فيطمئن ويسعد.
لكن دون الاجتماع في سقف الزوجية المبارك وعشها الدافئ، خطوات لا بد من قطعها بخطى ثابتة ويقين راسخ في خيرة الله تعالى وحسن توفيقه.
بلغني أن فلانة وفلانا من المسلمين قضيا زهاء السنوات الخمس وهما يتعارفان، ولما تعارفا ذلك التعارف المعمق الذي ما ترك أخضرا ولا يابسا إلا أتى عليه حتى "اتفقا"، وما اتفقا، على كل جليل وذليل وكل صغيرة وكبيرة، حتى أسماء الذرية المبجلة القادمة وعددهم والمدة الفاصلة بين الولادات ومكان شهر العسل... تزوجا... لكن العسل أصبح بصلا فافترقا. نسأل الله أن يسعد العباد والبلاد.
فكرت، والله سبحانه قدر، أن أجيل النظر في حقيقة هذه العلاقة وآداب الارتباط.
تمعنت في حقيقة الرباط فوجدته مقدسا، هو ميثاق غليظ إن قطع اهتز له عرش الرحمن. نظرت إليه فوجدت حقيقته عبادة وعمارة، يعبد المؤمن وتعبد المؤمنة الله ربهما حينما يستجيبان لنداء الفطرة في رحاب ما أحل الله ربهما، يبتعدان عن الحرام وتعافه نفسيهما لأنه مذلة ودوابية لا تناسبان إنسانية الإنسان المكرم ولا تلائمان عفته وإذعانه لمحبوبه الذي حرم عليه الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم متعجبا من غيرة سعد رضي الله عنه فقال عليه السلام: "أرأيتم لغيرة سعد، لأنا أشد غيرة من سعد ولله أغير مني لذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن" .
آلله يغار علينا نحن خلقه، نحن عياله؟ أليست الغيرة برهان المحبة؟ فكيف نبادل محبة المحبوب بالصد والبعاد والمعصية!
جُلت ببصري، فوجدت الميثاق الغليظ سفرا إلى الله، ومن متعلقات السفر ومقتضياته الزاد الطيب، فكان لا بد للمسافر من قرين صالح يزيده في الله قربا وفي المضيف محبة وشغفا، حينما ينادي مالك الدارين وصاحب البيت الخالد والمستقر الأبدي: "ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون".
نظرت إلى السنن المطردة في الخلائق فوجدتها مبنية على التوافق والتناسق، وجلت بخاطري في الخلائق فوجدت الجم منهم يبني علاقاته على نفاق اجتماعي محض، فعدت إلى رب الخلائق فوجدته أنطق مبعوثه صلى الله عليه وسلم بكلام جامع مانع عظيم مؤثر ومجرب:"ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ولا عال من اقتصد" فعلمت أن حقيقة التعارف هي مما قضاه الله تعالى، ونظمه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم حينما وجه صاحبه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وقد أراد أن يتزوج: "أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"، فعلمت أن النظر مطلوب، ينظر إليها وتنظر إليه. النظر سنة وإن منع الحياء، والنظر نظران، بعين البصر المستجلية لمظاهر الأشخاص ورسومهم، ونظر البصيرة لمن وفقه الله تعالى إلى الغوص في الجوهر والمكنون لتلتقي الأرواح على أمر قد قُدر: "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف".
ما أجمل أن نفوض الأمر إلى الله تعالى خالقنا ومقدر أرزاقنا "ومن يتوكل على الله فهو حسبه".
ما ألذ أن نتذلل بين يديه ونبكيَ عند أعتابه متبرئين من حولنا إلى حوله ومن قوتنا إلى قوته.
ما أعظم أن ندعوه وهو الواعد بالاستجابة أن يختار لنا و"ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم".
ما أجل أن نناجيه وهو الأعلم بدبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، أن نبثه مطالبنا ونستخيره في أمرنا، كل أمرنا، وإن كان شراك نعلنا فما أحرانا بشريك حياتنا وذخر آخرتنا.
كم تضيع أعمار في البحث عن مواصفات لو وجدت مكتملة في أحد الخلائق ذكرا كان أو أنثى لكان حقيقا بباقي الخلائق أن تنصبه للخلافة.
كم تضيع أعمار في البحث عن المواصفات الدنيوية المحضة، وليس عيبا أن نختار من تميل إليه قلوبنا بميزان ثابت، لكن العيب أن نجعل المظهر أولى من الجوهر والطين أرفع من الروح.
دخل أحدهم عند أحد الصالحين عارضا مواصفاته في زوج الغد طالبا العون فقال: "أريدها بيضاء من غير سمرة، طويلة من غير قصر وممتلئة من غير سمن" فما تركه يتم حتى قال له: "على طلبتك وقعت"، فقاده إلى المطبخ حيث توجد المواصفات مكتملة... إنها الثلاجة.
ما أجمل أن نتسلح بالذوق الكامل ونحن نتعاطى مع أمر الخطبة، ما أحسن أن تراعى الأعراف الاجتماعية والعادة محكمة ما لم تخالف شرعا حتى لا يقع الخاطب في حرج التعامل فينتقص من مروءته لخطإ كان بالإمكان تفاديه مع شيء من المشورة والنصح.
خطب أحدهم فتاة من مركز اجتماعي مرموق بخبزة وقليل من السكر، وليس القصد هنا الدعوة إلى المغالاة في المهور وهدايا الخطبة، ولكن من شأن مراعاة العادات حفظ المروءات.
الزمن الذي رفع شعار تعميق التعارف قبل الزواج هو ذاته الزمن الذي سجل أرقاما قياسية لحالات الطلاق وقضاياه التي تعج بها محاكم الأسرة، هو ذاته الزمن الذي أعرض الإنسان عن حقيقة أخيه الإنسان وبحث عن إنسان آخر افتراضي من وراء خيوط شبكة العنكبوت.
لست ضد التعارف وهو مطلب، و لكنه مطلب يحدده الشرع ويضبطه بآداب لو ارتبط بها العباد!
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه، وجمعنا على طاعته ومحبته، ودامت أفراحكم أحبتي وزادت مودتكم وأشرقت بالسكينة بيوتكم.
منقول للامانةالزوجية سكن ولباس ومودة ورحمة، الزوجية حضن دافئ يحتمي فيه الزوجان من خشونة الحياة ولأواء السعي فيفضي كل منهما إلى الطرف الآخر، أستغفر الله، يفضي إلى شق نفسه ومنبع هنائه وطرف ذاته فيطمئن ويسعد.
لكن دون الاجتماع في سقف الزوجية المبارك وعشها الدافئ، خطوات لا بد من قطعها بخطى ثابتة ويقين راسخ في خيرة الله تعالى وحسن توفيقه.
بلغني أن فلانة وفلانا من المسلمين قضيا زهاء السنوات الخمس وهما يتعارفان، ولما تعارفا ذلك التعارف المعمق الذي ما ترك أخضرا ولا يابسا إلا أتى عليه حتى "اتفقا"، وما اتفقا، على كل جليل وذليل وكل صغيرة وكبيرة، حتى أسماء الذرية المبجلة القادمة وعددهم والمدة الفاصلة بين الولادات ومكان شهر العسل... تزوجا... لكن العسل أصبح بصلا فافترقا. نسأل الله أن يسعد العباد والبلاد.
فكرت، والله سبحانه قدر، أن أجيل النظر في حقيقة هذه العلاقة وآداب الارتباط.
تمعنت في حقيقة الرباط فوجدته مقدسا، هو ميثاق غليظ إن قطع اهتز له عرش الرحمن. نظرت إليه فوجدت حقيقته عبادة وعمارة، يعبد المؤمن وتعبد المؤمنة الله ربهما حينما يستجيبان لنداء الفطرة في رحاب ما أحل الله ربهما، يبتعدان عن الحرام وتعافه نفسيهما لأنه مذلة ودوابية لا تناسبان إنسانية الإنسان المكرم ولا تلائمان عفته وإذعانه لمحبوبه الذي حرم عليه الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم متعجبا من غيرة سعد رضي الله عنه فقال عليه السلام: "أرأيتم لغيرة سعد، لأنا أشد غيرة من سعد ولله أغير مني لذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن" .
آلله يغار علينا نحن خلقه، نحن عياله؟ أليست الغيرة برهان المحبة؟ فكيف نبادل محبة المحبوب بالصد والبعاد والمعصية!
جُلت ببصري، فوجدت الميثاق الغليظ سفرا إلى الله، ومن متعلقات السفر ومقتضياته الزاد الطيب، فكان لا بد للمسافر من قرين صالح يزيده في الله قربا وفي المضيف محبة وشغفا، حينما ينادي مالك الدارين وصاحب البيت الخالد والمستقر الأبدي: "ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون".
نظرت إلى السنن المطردة في الخلائق فوجدتها مبنية على التوافق والتناسق، وجلت بخاطري في الخلائق فوجدت الجم منهم يبني علاقاته على نفاق اجتماعي محض، فعدت إلى رب الخلائق فوجدته أنطق مبعوثه صلى الله عليه وسلم بكلام جامع مانع عظيم مؤثر ومجرب:"ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ولا عال من اقتصد" فعلمت أن حقيقة التعارف هي مما قضاه الله تعالى، ونظمه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم حينما وجه صاحبه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وقد أراد أن يتزوج: "أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"، فعلمت أن النظر مطلوب، ينظر إليها وتنظر إليه. النظر سنة وإن منع الحياء، والنظر نظران، بعين البصر المستجلية لمظاهر الأشخاص ورسومهم، ونظر البصيرة لمن وفقه الله تعالى إلى الغوص في الجوهر والمكنون لتلتقي الأرواح على أمر قد قُدر: "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف".
ما أجمل أن نفوض الأمر إلى الله تعالى خالقنا ومقدر أرزاقنا "ومن يتوكل على الله فهو حسبه".
ما ألذ أن نتذلل بين يديه ونبكيَ عند أعتابه متبرئين من حولنا إلى حوله ومن قوتنا إلى قوته.
ما أعظم أن ندعوه وهو الواعد بالاستجابة أن يختار لنا و"ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم".
ما أجل أن نناجيه وهو الأعلم بدبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، أن نبثه مطالبنا ونستخيره في أمرنا، كل أمرنا، وإن كان شراك نعلنا فما أحرانا بشريك حياتنا وذخر آخرتنا.
كم تضيع أعمار في البحث عن مواصفات لو وجدت مكتملة في أحد الخلائق ذكرا كان أو أنثى لكان حقيقا بباقي الخلائق أن تنصبه للخلافة.
كم تضيع أعمار في البحث عن المواصفات الدنيوية المحضة، وليس عيبا أن نختار من تميل إليه قلوبنا بميزان ثابت، لكن العيب أن نجعل المظهر أولى من الجوهر والطين أرفع من الروح.
دخل أحدهم عند أحد الصالحين عارضا مواصفاته في زوج الغد طالبا العون فقال: "أريدها بيضاء من غير سمرة، طويلة من غير قصر وممتلئة من غير سمن" فما تركه يتم حتى قال له: "على طلبتك وقعت"، فقاده إلى المطبخ حيث توجد المواصفات مكتملة... إنها الثلاجة.
ما أجمل أن نتسلح بالذوق الكامل ونحن نتعاطى مع أمر الخطبة، ما أحسن أن تراعى الأعراف الاجتماعية والعادة محكمة ما لم تخالف شرعا حتى لا يقع الخاطب في حرج التعامل فينتقص من مروءته لخطإ كان بالإمكان تفاديه مع شيء من المشورة والنصح.
خطب أحدهم فتاة من مركز اجتماعي مرموق بخبزة وقليل من السكر، وليس القصد هنا الدعوة إلى المغالاة في المهور وهدايا الخطبة، ولكن من شأن مراعاة العادات حفظ المروءات.
الزمن الذي رفع شعار تعميق التعارف قبل الزواج هو ذاته الزمن الذي سجل أرقاما قياسية لحالات الطلاق وقضاياه التي تعج بها محاكم الأسرة، هو ذاته الزمن الذي أعرض الإنسان عن حقيقة أخيه الإنسان وبحث عن إنسان آخر افتراضي من وراء خيوط شبكة العنكبوت.
لست ضد التعارف وهو مطلب، و لكنه مطلب يحدده الشرع ويضبطه بآداب لو ارتبط بها العباد!
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه، وجمعنا على طاعته ومحبته، ودامت أفراحكم أحبتي وزادت مودتكم وأشرقت بالسكينة بيوتكم.
السبت فبراير 02, 2013 2:12 am من طرف Yasser
» رقيه المصاب بعين في العلم والدراسه
الإثنين يوليو 30, 2012 11:59 pm من طرف الباحث عن الحق
» الساحر والراهب والغلام
السبت يونيو 02, 2012 5:50 pm من طرف الباحث عن الحق
» احترس واحزر من تلك الاعشاب المميته والسامه
الخميس مايو 24, 2012 3:30 pm من طرف الباحث عن الحق
» كيف تعرف أن الكاتب جني هام جدا
الإثنين مايو 21, 2012 5:23 pm من طرف الباحث عن الحق
» تفضل لتتعرف لتعرف ما هو السحر وكيفية علاجه
الإثنين مايو 21, 2012 5:14 pm من طرف الباحث عن الحق
» كيفية فك وابطال السحر
الجمعة أبريل 27, 2012 6:03 pm من طرف الباحث عن الحق
» تعرف على المس العاشق
الجمعة أبريل 27, 2012 5:45 pm من طرف الباحث عن الحق
» عقيده أهل السنه والجماعه فى الاسماء والصفات
الثلاثاء مارس 13, 2012 6:53 am من طرف أم يوسف الأثريه